الجمعة، 20 أبريل 2012

غلق باب التوبة + مابعد الظهور المقدس +مكر الله + البغتة


لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ [الأنعام : 158]
سوف تأتي ساعة ما ويغلق الله فيها باب التوبة وهذا واضح جدا وجلي من خلال تصريح القرآن الكريم
(فأبواب التوبة حينذاك تكون مغلقة في وجوه الذين لم يؤمنوا إِلى تلك الساعة، لأنّ التوبة ساعتئذ تكون ذات صبغة اضطرارية إِجبارية، وفاقدة لمعطيات الإِيمان الإِختياري وقيمة التوبة النصوح)
وهناك من يقرن هذه الساعة بالمرحلة ما بعد الظهور المقدس للامام الحجة (عجل اله فرجه الشريف) الذي بات قريبا جدا ان شاء الله
واليك هذا السؤال الذي وجه احد الاشخاص الى مركز البحوث العقائدية
(السؤال: غلق باب التوبة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يوجد شبهة طرحت حديثا حول الإمام صاحب العصر صلوات الله عليه وعجل فرجه الشريف وأرى أن الاهتمام بها من الاهمية بمكان وهي:
إن كون الامام مصلح وهادي للناس في زمان الظهور يتنافى مع فكرة إنتهاء مهلة التوبة وهو مفاد بعض الرويات فكيف يكون الجمع بين الامرين جعلكم الله من شيعة أهل بيت النبوة وحشركم معهم
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعض الروايات تشير إلى ان غلق باب التوبة يكون بعد رفع الحجة لا بعد ظهوره ففي رواية عن ابي عبد الله (عليه السلام): (ما زالت الارض ولله فيها حجة يعرف الحلال والحرام ويدعو إلى سبل الله ولا ينقطع الحجة من الارض إلا اربعين يوماً قبل يوم القيامة فاذا رفعت الحجة اغلق باب التوبة ولم ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل ان ترفع الحجة واولئك شرار من خلق الله وهم الذين تقوم عليهم القيامة.))
نلاحظ ان اهم مركز عقائدي عندنا لم ينفي ان هناك ارتباط بين غلق باب التوبة ومرحلة مابعد الظهور المقدس للأمام الحجة (عجل الله فرجه الشريف)
اضف الى هذا ان الله سبحانه وتعالى قد حذرنا من مكره
أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ [الأعراف : 99]
و«المكر» ـ ـ يعني في اللغة العربية كل حيلة ووسيلة لصرف الشخص عن الهدف الذي يمضي إليه، سواء كان حقاً أو باطلا، وقد أخذ في مفهوم هذه اللغة نوع من التدرج والنفوذ التدريجي.
وعلى هذا فالمراد من المكر الإِلهي، هو أنّ الله تعالى يصرفهم بخططه القوية التي لا تقهر عن حياة الرفاه واللذة دون اختيارهم ويقطعها عليهم. وهذه إشارة إلى العقوبات الإِلهية الفجائية والمهلكة.
جواب على سؤال:
إنّ الجملة التي وردت في ختام الآية الحاضرة تقول: لا يأمن أحد ـ إلاّ الخاسرون ـ من المكر الإلهي والعقوبة الإلهية، وهنا يطرح هذا السؤال، وهو: هل تشمل هذه العبارة الأنبياء والأئمّة العظام والصالحين؟
لقد تصوّر البعض أنّهم خارجون من هذا الحكم، وأنّ الآية تختص بالمجرمين. ولكن الظاهر أن هذا الحكم عام يشمل الجميع، لأنّه حتى الأنبياء والأئمّة كانوا مراقبين لأعمالهم دائماً كي لا تصدر منهم أدنى زلة أو عثرة، لأنّنا نعلم أن مقام العصمة ليس مفهومه أن المعصية مستحيلة عليهم، بل يعني أنّهم مصونون عن الإثمّ والمعصية بفعل إرادتهم وإيمانهم وحسن إختيارهم، إلى جانب العنايات الربانية.
إنّهم كانوا يخافون من ترك الأولى ويتجنبونه، ويخشون أن لا يتمكنوا من القيام بمسؤولياتهم الثقيلة. ولهذا نقرأ في الآية (15) من سورة الأنعام حول الرّسول الأعظم (قل إنّي أخاف إن عصيتُ ربي عذاب يوم عظيم).
ولقد رويت في تفسير الآية الحاضرة ـ أيضاً ـ أحاديث تؤيد ما قلناه: «صليت خلف أبي عبدالله (الصادق)(عليه السلام)، فسمعته يقول: «اللّهم لا تؤمني مكرك. ثمّ جهر فقال: (فلا يأمن مكر الله إلاّ القوم الخاسرون)».
ونقرأ في نهج البلاغة أيضاً: «لا تأمنن على خير هذه الأُمّة عذاب الله، لقول الله سبحانه: (فلا يأمن مكر الله إلاّ القوم الخاسرون)»
إنّ عدم الأمن من المكر الإِلهي ـ في الحقيقة ـ يعني الخوف من المسؤوليات والخوف من التقصير فيها، ومن المعلوم أن الخوف يجب أن يكون في قلوب المؤمنين
فكيف بنا نحن؟
فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ [الأنعام : 44]
 - (فلما نسوا) تركوا (ما ذكروا) وعظوا وخوفوا (به) من البأساء والضراء فلم يتعظوا (فتحنا) بالتخفيف والتشديد (عليهم أبواب كل شيء) من النعم استدراجا لهم (حتى إذا فرحوا بما أوتوا) فرح بطر (أخذناهم) بالعذاب (بغتة) فجأة (فإذا هم مبلسون) آيسون من كل خير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق