الأربعاء، 23 مايو 2012

عقيدتنا في حلقات 5

4 -
أثر الدين في الحياة الاجتماعية
إن الانسان له قوتا شهوة وغضب ، فإن غلبت عليه شهوة المال ، فإن كنوز
الأرض لا تقنعه ، وإن غلبت عليه شهوة المقام والرئاسة فإن ملك الأرض
لا يكفيه ، بل يطمح أن يمد سلطانه إلى الكواكب الأخرى { وقال فرعون يا هامان
ابن لي صرحا لعلى أبلغ الأسباب * أسباب السماوات

إن هوى الانسان الطاغي مع شهوة البطن والفرج والمال والمقام ، واستخدامه
قوة الغضب لإشباع هواه غير المحدود ، لا يخضع لأي شئ ، ولا يقف عند أي حد ،
ولا يصرف النظر عن تضييع أي حق

وليست نتيجة الحياة بهذه الشهوة إلا الفساد ، ولا بهذا الغضب إلا سفك
الدماء وإهلاك الحرث والنسل ، بل إن استخدام الانسان ما يكتشفه من أسرار
الكون بقدراته الفكرية في سبيل الوصول إلى مآرب أهوائه غير المحدودة سوف
يجر الحياة البشرية على الكرة الأرضية إلى الدمار والخراب { ظهر الفساد في البر
والبحر بما كبت أيدي الناس
والقدرة الوحيدة التي تكبح جماح النفس الانسانية ، وتسيطر على غلواء
غضبها وشهوتها ، وتروضهما حتى يعتدلا ، وتحقق حقوق الفرد والمجتمع وتضمنهما ،
ليست إلا الإيمان بالمبدأ والمعاد ، والثواب والعقاب ، فإن الاعتقاد بالله الذي { وهو
معكم أين ما كنتم } وبالمجازاة التي { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل
مثقال ذرة شرا يره } هو الذي يبعث الانسان إلى كل خير ويصرفه عن كل شر ،
ويحقق مجتمعه على أساس التصالح في البقاء ، بعيدا عن التنازع على البقاء



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق