الأربعاء، 23 مايو 2012

عقيدتنا في حلقات 6


شرف علم أصول الدين
الانسان يعشق العلم بفطرته ، لأن ما به يكون الانسان إنسانا هو العقل ، وثمرة
العقل هو العلم ، ولهذا إذا قلت للجاهل : يا جاهل ، يحزن ، مع أنه يعلم بكونه
جاهلا ، بينما إذا نسبته إلى العلم يفرح ، وهو يعلم أنه ليس بعالم

وحيث إن الاسلام دين الفطرة ، فقد جعل نسبة العلم إلى الجهل نسبة النور
إلى الظلمة ، ونسبة الحياة إلى الموت ( إنما هو نور يقع في قلب من يريد الله تبارك وتعالى أن
يهديه ) ، ( العالم بين الجهال كالحي بين الأموات

وكل علم وإن كان بذاته شريفا إلا أن مراتب العلوم متفاوتة بسبب عدة
أمور كموضوع العلم ، ونتيجته ، ونوع الاستدلال فيه ، فالعلم الباحث عن
الانسان أشرف من العلم الباحث عن النبات ، بنسبة فضل الانسان على النبات ،
والعلم الباحث عن ضمان سلامة الانسان أشرف من العلم الباحث عن ضمان
أمواله ، بنسبة شرف حياة الانسان على ماله ، والعلم الذي يقدم نتائجه من
البرهانيات أشرف من العلم الذي يستند إلى الفرضيات ، بنسبة شرف اليقين على الظن
وعلى هذا ، فإن أشرف العلوم هو العلم الذي موضوعه ( الله ) تبارك وتعالى ،
مع ملاحظة أن نسبة شرف الله تعالى على غيره ليست كنسبة البحار إلى القطرة ،
ولا كنسبة الشمس إلى الذرة ، بل هي نسبة غير المتناهي إلى المتناهي ، وبالنظرة
الدقيقة فإن الفقير بالذات لا يمكن أن يكون طرفا في النسبة مع الغني بالذات
وعنت الوجوه للحي القيوم } .
وثمرة هذا العلم هي الإيمان والعمل الصالح ، اللذان هما الوسيلة الوحيدة
لسعادة الانسان في الدنيا والآخرة ، ولتأمين حقوق الفرد والمجتمع { من عمل صلحا
من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حيوة طيبة
وطريقة الاستدلال فيه هي الدليل والبرهان المفيد لليقين ، ولا يتبع فيه الظن

أدع إلى سبيل ربك بالحكمة } ، { ولا تقف ما ليس لك به علم } ، { إن الظن لا يغني
من الحق شيئا
وبذلك يتضح مدلول الحديث الشريف : ( إن أفضل الفرائض وأوجبها على الانسان
معرفة الرب والإقرار له بالعبودية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق