الحب : هو شعور بالانجذاب والإعجاب نحو شخص ما، أو شيء ما، وقد ينظر
إليه على أنه كيمياء متبادلة بين إثنين، ومن المعروف أن الجسم يفرز هرمون
الأوكسيتوسين المعروف بـ "هرمون المحبين" أثناء اللقاء بين المحبين.
وتم تعريف كلمة حب لغوياً بأنها تضم معاني الغرام والعله وبذور النبات, ويوجد تشابه بين المعاني الثلاث بالرغم من تباعدها ظاهرياً..فكثيراً ما يشبّهون الحب بالداء أو العله، وكثيرا أيضاً ما يشبه المحبون الحب ببذور النباتات.
الحب في الكتاب والسنة
-الكتاب
(وقال نسوة في المدينة امراءة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا انا لنراهافي ضلال مبين ) .
- رسول اللّه (ص ) : حبك للشى ء يعمي ويصم .
* وعن أميرالمؤمنين عليه السّلام : «وفّقنا الله وإيّاكم لِمَحابِّه» :
. جمع المحبّة بمعنى الحُبّ ؛ أي الأعمال المحبوبة
وورد في حديث آخر
عن الإمام الباقر (عليه السلام) قوله:
في هذا المجال «وهل الدين
إلاّ الحبّ»؟!
وقال بعدئذ: «الدين هو الحبّ والحبّ هو الدين»
ورابطة الحب من حيث الأصل، تأخذ الإنسان باتجاه المحبوب وإراداته، وكلما كانت رابطة الحب أكثر قوّة، كانت هذه الجاذبية قوية أكثر. خصوصاً المحبّة التي يكون دافعها كمال «المحبوب»، ويكون الإحساس بهذا الكمال سبباً في أن يسعى الإنسان ليتقرب إلى مبدأ الكمال وإلى تنفيذ إراداته
أوّل مراحل الحبّ «الهوى» ومعناه الميل، ثمّ «العلاقة» وهي المحبّة الملازمة للقلب، وبعدها «الكلف» وهو الحبّ الشديد، ثمّ «العشق» وبعده «الشعف» بالعين المهملة أي الحالة التي يحترق القلب فيها من الحبّ ويحسّ باللّذة من هذه الحالة .. وبعدها «اللوعة» ثمّ «الشغف» وهو المرحلة التي ينفذ العشق فيها إلى جميع زوايا القلب، ثمّ «الوله» وهو المرحلة التي تخطف عقل الإنسان من العشق، وآخر المراحل «الهيام» وهو المرحلة التي تذهل العاشق وتجرّه إلى كلّ جهة دون إختياره
الدين والحبّ
جاء في كثير من الأحاديث أنّ أئمّة الإسلام كانوا يقولون : ما الدين إلاَّ الحب. ومن ذلك ما جاء في «الخصال» و «الكافي» عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال : «وهل الدين إلاَّ الحبّ ؟» ثمّ تلا هذه الآية (إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوني).
هذه الأحاديث تريد أن تبيّن أنّ حقيقة الدين وروحه هي الإيمان بالله وحبّه، ذلك الإيمان والعشق اللذين يعمّ نورهما كلّ الوجود الإنساني ويضيئانه، وتتأثر بهما الأعضاء والجوارح، ويظهر أثرهما في اتّباع أوامر الله.
الحب الحقيقي :
تقول الآية الأُولى إِنّ الحبّ ليس بالعلاقة القلبية فحسب، بل يجب أن تظهر آثاره في عمل الإنسان. إنّ من يدّعي حبّ الله، فعليه أوّلاً اتّباع رسوله : (إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوني).
في الواقع أنّ من آثار الحبّ الطبيعية انجذاب المحبّ نحو المحبوب والاستجابة له. صحيح أنّ هناك حبّاً ضعيفاً لا تتجاوز أشعّته جدران القلب، إلاَّ أنّ هذا من التفاهة بحيث لا يمكن إعتباره حبّاً. لا شكّ أنّ للحبّ الحقيقي آثاراً عملية تربط المحبّ بالحبيب وتدفعه للسعي في تحقيق طلباته.
والدليل على ذلك واضح، فحبّ المرء شيئاً لابدّ أن يكون بسبب عثوره على أحد الكمالات فيه. لا يمكن أنّ يحبّ الإنسان مخلوقاً ليس فيه شيء من قوّة الجذب، وعليه فإنّ حبّ الإنسان لله ناشيء من كونه منبع جميع الكمالات وأصلها. إنّ محبوباً هذا شأنه لابدّ أن تكون أوامره كاملة أيضاً، فكيف يمكن لإنسان يعشق الكمال المطلق أن يعصي أوامر الحبيب وتعاليمه، فإن عصى فذلك دليل على أنّ حبّه غير حقيقي.
هذه الآية لا تقتصر في ردّها على مسيحيّي نجران والذين ادّعوا حبّ الله على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، بل هذا الردّ أصيل وعامّ في منطق الإسلام موجّه إلى جميع العصور والقرون. إنّ الذين لا يفتأون ـ ليلَ نهار ـ يتحدّثون عن حبّهم لله ولأئمّة الإسلام وللمجاهدين في سبيل الله وللصالحين والأخيار، ولكنّهم لايشبهون أُولئك في العمل، هم كاذبون.
أُولئك الغارقون في الذنوب من قمة الرأس حتّى أخمص القدم، ومع ذلك فهم يرون أن قلوبهم مليئة بحبّ الله ورسوله وأميرالمؤمنين والأئمّة العظام، أو الذين جاء في «معاني الأخبار» عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال : «ما أحبّ الله من عصاه». ثمّ قرأ الأبيات :
تعصي الإله وأنت تظهر حبّه هذا لعمرك في الفعال بديع
لوكان حبّك صادقاً لأطعته إنَّ المحبّ لمن يحبّ مطيع
(يُحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم).
تقول هذه الآية : إذا كنتم تحبّون الله، وبدت آثار ذلك في أعمالكم وحياتكم، فإنّ الله سيحبّكم أيضاً، وسوف تظهر آثار حبّه أنه سيغفر لكم ذنوبكم، ويشملكم برحمته.
والدليل على هذا الحبّ المتقابل من قِبل الله واضح أيضاً، لأنّه سبحانه موجود كامل ولا متناه من كلّ الجهات، وسيرتبط ـ على أثر السنخية ـ بكل موجود يقطع خطوات على طريق التكامل برباط الحبّ.
وتم تعريف كلمة حب لغوياً بأنها تضم معاني الغرام والعله وبذور النبات, ويوجد تشابه بين المعاني الثلاث بالرغم من تباعدها ظاهرياً..فكثيراً ما يشبّهون الحب بالداء أو العله، وكثيرا أيضاً ما يشبه المحبون الحب ببذور النباتات.
الحب في الكتاب والسنة
-الكتاب
(وقال نسوة في المدينة امراءة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا انا لنراهافي ضلال مبين ) .
- رسول اللّه (ص ) : حبك للشى ء يعمي ويصم .
* وعن أميرالمؤمنين عليه السّلام : «وفّقنا الله وإيّاكم لِمَحابِّه» :
. جمع المحبّة بمعنى الحُبّ ؛ أي الأعمال المحبوبة
وورد في حديث آخر
عن الإمام الباقر (عليه السلام) قوله:
في هذا المجال «وهل الدين
إلاّ الحبّ»؟!
وقال بعدئذ: «الدين هو الحبّ والحبّ هو الدين»
ورابطة الحب من حيث الأصل، تأخذ الإنسان باتجاه المحبوب وإراداته، وكلما كانت رابطة الحب أكثر قوّة، كانت هذه الجاذبية قوية أكثر. خصوصاً المحبّة التي يكون دافعها كمال «المحبوب»، ويكون الإحساس بهذا الكمال سبباً في أن يسعى الإنسان ليتقرب إلى مبدأ الكمال وإلى تنفيذ إراداته
أوّل مراحل الحبّ «الهوى» ومعناه الميل، ثمّ «العلاقة» وهي المحبّة الملازمة للقلب، وبعدها «الكلف» وهو الحبّ الشديد، ثمّ «العشق» وبعده «الشعف» بالعين المهملة أي الحالة التي يحترق القلب فيها من الحبّ ويحسّ باللّذة من هذه الحالة .. وبعدها «اللوعة» ثمّ «الشغف» وهو المرحلة التي ينفذ العشق فيها إلى جميع زوايا القلب، ثمّ «الوله» وهو المرحلة التي تخطف عقل الإنسان من العشق، وآخر المراحل «الهيام» وهو المرحلة التي تذهل العاشق وتجرّه إلى كلّ جهة دون إختياره
الدين والحبّ
جاء في كثير من الأحاديث أنّ أئمّة الإسلام كانوا يقولون : ما الدين إلاَّ الحب. ومن ذلك ما جاء في «الخصال» و «الكافي» عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال : «وهل الدين إلاَّ الحبّ ؟» ثمّ تلا هذه الآية (إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوني).
هذه الأحاديث تريد أن تبيّن أنّ حقيقة الدين وروحه هي الإيمان بالله وحبّه، ذلك الإيمان والعشق اللذين يعمّ نورهما كلّ الوجود الإنساني ويضيئانه، وتتأثر بهما الأعضاء والجوارح، ويظهر أثرهما في اتّباع أوامر الله.
الحب الحقيقي :
تقول الآية الأُولى إِنّ الحبّ ليس بالعلاقة القلبية فحسب، بل يجب أن تظهر آثاره في عمل الإنسان. إنّ من يدّعي حبّ الله، فعليه أوّلاً اتّباع رسوله : (إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوني).
في الواقع أنّ من آثار الحبّ الطبيعية انجذاب المحبّ نحو المحبوب والاستجابة له. صحيح أنّ هناك حبّاً ضعيفاً لا تتجاوز أشعّته جدران القلب، إلاَّ أنّ هذا من التفاهة بحيث لا يمكن إعتباره حبّاً. لا شكّ أنّ للحبّ الحقيقي آثاراً عملية تربط المحبّ بالحبيب وتدفعه للسعي في تحقيق طلباته.
والدليل على ذلك واضح، فحبّ المرء شيئاً لابدّ أن يكون بسبب عثوره على أحد الكمالات فيه. لا يمكن أنّ يحبّ الإنسان مخلوقاً ليس فيه شيء من قوّة الجذب، وعليه فإنّ حبّ الإنسان لله ناشيء من كونه منبع جميع الكمالات وأصلها. إنّ محبوباً هذا شأنه لابدّ أن تكون أوامره كاملة أيضاً، فكيف يمكن لإنسان يعشق الكمال المطلق أن يعصي أوامر الحبيب وتعاليمه، فإن عصى فذلك دليل على أنّ حبّه غير حقيقي.
هذه الآية لا تقتصر في ردّها على مسيحيّي نجران والذين ادّعوا حبّ الله على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، بل هذا الردّ أصيل وعامّ في منطق الإسلام موجّه إلى جميع العصور والقرون. إنّ الذين لا يفتأون ـ ليلَ نهار ـ يتحدّثون عن حبّهم لله ولأئمّة الإسلام وللمجاهدين في سبيل الله وللصالحين والأخيار، ولكنّهم لايشبهون أُولئك في العمل، هم كاذبون.
أُولئك الغارقون في الذنوب من قمة الرأس حتّى أخمص القدم، ومع ذلك فهم يرون أن قلوبهم مليئة بحبّ الله ورسوله وأميرالمؤمنين والأئمّة العظام، أو الذين جاء في «معاني الأخبار» عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال : «ما أحبّ الله من عصاه». ثمّ قرأ الأبيات :
تعصي الإله وأنت تظهر حبّه هذا لعمرك في الفعال بديع
لوكان حبّك صادقاً لأطعته إنَّ المحبّ لمن يحبّ مطيع
(يُحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم).
تقول هذه الآية : إذا كنتم تحبّون الله، وبدت آثار ذلك في أعمالكم وحياتكم، فإنّ الله سيحبّكم أيضاً، وسوف تظهر آثار حبّه أنه سيغفر لكم ذنوبكم، ويشملكم برحمته.
والدليل على هذا الحبّ المتقابل من قِبل الله واضح أيضاً، لأنّه سبحانه موجود كامل ولا متناه من كلّ الجهات، وسيرتبط ـ على أثر السنخية ـ بكل موجود يقطع خطوات على طريق التكامل برباط الحبّ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق