الزهراء في خلقتها النورانية
في خلقتها النورانية * عن النبي إنه قال : لما خلق الله تعالى آدم أبو
البشر ونفخ فيه من روحه ، التفت آدم يمنة العرض فإذا في النور خمسة أشباح
سجدا وركعا ، قال آدم : يا رب هل خلقت أحدا من طين قبلي ؟ قال : لا ، يا
آدم ، قال : فمن هؤلاء الخمسة الأشباح الذين أراهم في هيئتي وصورتي ؟ قال :
هؤلاء خمسة من ولدك ، لولاهم ما خلقتك ، هؤلاء خمسة شققت لهم خمسة أسماء
من أسمائي ، لولاهم ما خلقت الجنة ولا النار ، ولا العرش ، ولا الكرسي ،
ولا السماء ، ولا الأرض ، ولا الملائكة ، ولا الإنس ، ولا الجن .
فأنا
المحمود وهذا محمد ، وأنا العالي وهذا علي ، وأنا الفاطر وهذه فاطمة ،
وأنا الإحسان وهذا الحسن ، وأنا المحسن وهذا الحسين ، آليت بعزتي أنه لا
يأتيني أحد بمثقال ذرة من خردل من بغض أحدهم إلا أدخلته ناري ولا أبالي .
يا آدم ، هؤلاء صفوتي من خلقي ، بهم أنجيهم وبهم أهلكهم ، فإذا كان لك إلي
حاجة فبهؤلاء توسل . فقال النبي : نحن سفينة النجاة ، من تعلق بها نجا ،
ومن حاد عنها هلك ، فمن كان له إلى الله حاجة فليسأل بنا أهل البيت . في
بدء خلقتها * عن النبي قال : إن الله خلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن
والحسين قبل أن يخلق آدم ، حين لا سماء مبنية ، ولا أرض مدحية ، ولا ظلمة
ولا نور ، ولا شمس ولا قمر ، ولا جنة ولا نار ، فقال العباس : فكيف بدء
خلقكم يا رسول الله ؟ فقال : يا عم : لما أراد الله أن يخلقنا تكلم بكلمة
خلق منها نورا ، ثم تكلم بكلمة أخرى فخلق منها روحا ، ثم مزج النور بالروح
فخلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين ، فكنا نسبحه حين لا تسبيح ،
ونقدسه حين لا تقديس ، فلما أراد الله تعالى أن نشئ خلقه فتق نوري فخلق منه
العرش فالعرش من نوري ، ونوري من نور الله ، ونوري أفضل من العرش ، ثم فتق
نور أخي علي فخلق منه الملائكة ، فالملائكة من نور علي ، ونور علي من نور
الله ، وعلي أفضل من الملائكة ، ثم فتق نور ابنتي فخلق منه السماوات والأرض
، فالسماوات والأرض من نور ابنتي فاطمة ، ونور ابنتي فاطمة من نور الله ،
وابنتي فاطمة أفضل من السماوات والأرض .
ثم فتق نور ولدي الحسن ،
ونور الحسن من نور الله ، والحسن أفضل من الشمس والقمر . ثم فتق نور ولدي
الحسين فخلق منه الجنة والحور العين ، فالجنة والحور العين من نور ولدي
الحسين ، ونور ولدي الحسين من نور الله ، وولدي الحسين أفضل من الجنة
والحور العين .
في عرض ولايتها على الأشياء * في حديث الإسراء :
يا محمد ! إني خلقتك وخلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولد
الحسين من نوري ، وعرضت ولايتكم على أهل السماوات والأرض ، فمن قبلها كان
عندي من المؤمنين ، ومن جحدها كان عندي من الظالين الظالمين خ ل . يا محمد !
لو أن عبدا من عبيدي عبدني حتى ينقطع ، أو يصير كالشن البالي ، ثم أتاني
جاحدا لولايتكم ما غفرت له حتى يقر بولايتكم .
يا محمد : أتحب أن
تراهم ؟ قلت : نعم ، يا رب ! قال : التفت ، فالتفت عن يمين العرش ، فإذا
أنا باسمي وباسم علي وفاطمة والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي
والحسن ، والمهدي في وسطهم كأنه كوكب دري ، فقال : يا محمد ! هؤلاء حي على
خلقي ، وهذا القائم من ولدك بالسيف من أعدائك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق